كل إنسان يأتي يوم القيامة يقول: نفسي.. نفسي ، إلا هو يقول : أمتي يا رب .. أمتي يا رب .. فماذا فعلت لنصرته ؟!!
رسالة جاءتني عبر الجوال أبكتني والله .. ماذا فعلنا لنصرة نبينا - صلى الله عليه وسلم -
الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور ، الذي جاهد وحارب وسُفك دمه الطاهر ,
الذي سُب وشُتم وطُرد من أرضه وأوذي من أجلنا نحن .. من أجل هدايتنا ..
ماذا فعلنا لنصرته ؟!
((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ )) [سورة التوبة :آية (128)]
النبي - صلى الله عليه وسلم - الرؤوف الرحيم الذي يتحسر على عدم رؤيتنا في الدنيا قبل أن نخلق ..
يقول لأصحابه " وددت أني لقيت إخواني قال أصحابه : أوليس نحن إخوانك ؟
قال : أنتم أصحابي و لكن إخواني الذين آمنوا بي و لم يروني "
( أخرجه أحمد وصححه الألباني في السلسة الصحيحة 6 / 904 . والحديث أصله في صحيح مسلم بلفظ : وددت أنا قد رأينا إخواننا " . قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : " أنتم أصحابي ، و إخواننا الذين لم يأتوا بعد " الحديث . ( 1 / 150 ) )
آه .. ليتنا رأيناك يا رسول الله !
عندما نشرت صحيفة دانمركية قبل عامين رسوماً مسيئة .. كانت ردت فعل المسلين جيدة نوعاً ما ..
والآن تتواطأ 17 صحيفة دانمركية لأعادت نشر الرسوم ، ولا نفرغ من بقر الدانمرك
حتى يقوم حثالة هولندا بعرض فيلم يسيء لرسولنا الكريم ..
فلماذا لم يكن للمسلمين ردت فعل تُذكر ؟ .. أماتت هذه الأمة ؟ ..
ألم تعد تهتم بشأن إنسان من أقدس مقدساتها ؟ .. بماذا شغلت ؟ أبكثرة الصناعات وما تنتج مصانعها ؟!!
ليت شعري .. ما الذي أصاب جموع المسلمين التي كانت هادرة غاضبة لا تهدأ في السابق ؟
هل تعودنا على هذا الأمر ؟ .. هل أصبحت الإساءة لمقدساتنا من الأمور التي لا تهمنا كثيراً ، ولا تحرك فينا ساكناً ؟
ما الذي سيفعله اليهود لو خرج رجل وقال : أنا أظن أن أرقام القتلى في محارق الغاز مبالغ فيها بعض الشيء !!!
هل تستطيع صحيفة خرقاء كاذبة تدعي ممارسة حرية الرأي نقد أكاذيب اليهود تلك ؟ ..
لا بارك الله في قوم أصبح اليهود أهل الذل أعز منهم ..
اليهود يدافعون عن باطلهم أشد من دفاع أهل الحق عن حقهم
هل المقاطعة الاقتصادية هي سلاح الأمة الوحيد ؟
قام مجموعة من المشايخ قبل زمن بعقد مؤتمر سموه " مؤتمر نصرة خاتم النبيين !! " ..
كان القرار الأول والأخير في هذا المؤتمر هو :
تخذيل المقاطعة !
لا أدري لماذا ؟ ولكن هكذا كان ..
مع احترامي الشديد لمن شارك في ذلك المؤتمر المزعوم للنصرة- وهم علماء أجلاء - فأنا أعتقد أنهم قد سلبوا الأمة سلاحها
الوحيد الذي كان فاعلاً .. فإن كانوا لا يعلمون ذلك فتلك مصيبة ، وإن كانوا يعلمون فالمصيبة أعظم !
(( بالله ماذا يبقى في الحياة من لذة يوم ينال من مقام محمد ? ثم لا ينتصر له ولا يذاد عن حياضه .
ماذا نقول تجاه هذا العداء السافر , والتهكم المكشوف .. هل نغمض أعيننا , ونصم آذاننا , ونطبق أفواهنا ..
لا وربي .. لا يكون ذلك ما دام في القلب عرق ينبض
والذي كرم محمداً وأعلى مكانته لبطن الأرض أحب إلينا من ظاهرها إن عجزنا أن ننطق بالحق
وندافع عن رسول الحق .
ألا جفت أقلام وشُلت سواعد امتنعت عن تسطير أحرفٍ تذود بها عن حوضه صلى الله عليه وسلم وتدافع عن حرمته .
فإن أبي ووالده وعرضي ********* لعرض محمد منكم فداء
ونحن إذ ندافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحمي بذلك ديننا وعقيدتنا , ونؤكد شيئاً من حبنا لرسول الله ? ..
إن مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيع برفعة الله له ,
لن ينال الشانئ منه شيئاً ( ورفعنا لك ذكرك )[ الشرح 4]
قال مجاهد: لا أذكر إلا ذكرت معي , أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله .
نعم لقد رفع الله ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم رغم أنوف الحاقدين والجاحدين
فهاهم المسلمون يصوتون باسمه على مآذنهم في كل مكان ) (مقال بعنوان : نحري دون نحرك ، لفضيلة الشيخ/ إبراهيم بن صالح الدحيم .. اضغط هنا )
وما أحسن ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : "وإذا استقصيت قصص الأنبياء المذكورة في القرآن
تجد أممهم إنما أهلكوا حين آذوا الأنبياء وقابلوهم بقبيح القول أو العمل،
ولعلك لا تجد أحداً آذى نبياً من الأنبياء ثم لم يتب إلا ولا بد أن يصيبه الله بقارعة".
فنسأل الله أن ينتصر لرسوله حين عجزنا عن نصرته نحن ..
ونسأله سبحانه أن ينتقم لرسوله حين خذلناه نحن ..
ونسأل الله أن لا يحرمنا رؤيته في الآخرة كما حُرمناها في الدنيا ..